السبت، 19 فبراير 2011

جراحة الفك والذقن





يعتقد الكثيرون أنّ الهدف الأوحد من جراحات التجميل هو تحسينٌ الشكل الخارجيّ فحسب، متناسين أنه بالإمكان أيضاً ترميم تشوّه خلقيّ أو تصحيح أثر حادث أو حتى إعادة الأعضاء إلى ما كان يجب أن تكون عليه في الأساس.
لجراحة الترميم حيّزٌ كبير في إعطاء الراحة النفسية للمرء الذي يتخلّص مما كان يقضّ مضجعه، سواء أكان ذلك في الشكل أو في الوظيفة العمليّة.
إنّ الكلام عن جراحة الفكين والذقن لا يفي هذه الجراحة المتميّزة حقها، والتي تحقّق تغييراً جذرياً رائعاً في الوجه، إذ تبرز كل معالمه وتضيء على تقاسيمه وتحوّل الإنسان من شخص يعاني من نقص تجميليّ ووظائفيّ إلى شخص يتمتع بكلّ مقاييس الوجه الصحيحة والمتناسقة.

من المهمّ جداً التوجّه الى الإختصاصيّ في جراحة ترميم الفك والوجه، الذي ينسّق مع إختصاصيّ تقويم الفكين والأسنان، للحصول على العضّة الصحيحة والأسنان المستقيمة، وبالتالي الضحكة المميّزة والوجه المتناسق.
يشرح الدكتور جهاد الخوري، إختصاصي أنف أذن حنجرة وجراحتها، وإختصاصي جراحة ترميم الفك والوجه،Maxillo-Facial Plastic Surgery  ورئيس الجمعية اللبنانية للأنف والأذن والحنجرة وجراحة العنق والوجه، إنطلاقاً من تمرّسه وخبرته الطويلة في هذا المجال، دواعي القيام بهذه الجراحات ونتائجها الملموسة. كما تتطرّق الدكتورة كارول مهنّا فتّال، إختصاصية في تقويم الأسنان والفكين Orthodontist، إلى التعاون ما بين الأطباء للحصول على العضّة الصحيحة والضحكة الآسرة.
قد لا يُدرك البعض أنّ الأسنان والفكين كفيلة بإعطاء الشكل المتناسق والصحيح للوجه كاملاً، إنطلاقاً من دراسة تقاسيم والوجه وتناسقها بعضها مع بعض من حيث المسافة الفاصلة في ما بينها. بيد أنّ الإنسان قد لا يعاني من مشكلة في تراصف أسنانه، وإنما يعاني من عضّة خاطئة، تشوّه شكل حنكه بالكامل وتعطيه حجماً لا يليق بوجهه. لذلك لا بدّ من التصحيح أي الترميم-التجميليّ!

جراحة الفك
يقول الدكتور خوري: «إنّ الفك مقسوم إلى قسمين: الفكّ الأعلى الثابت المتعلّق بالرأس، والفكّ الأسفل المتحرّك. لذلك يتمّ العمل على نطاق واسع عند الكلام عن ترميم الفك، فتُجرى العملية للفك الأعلى أو الأسفل أو كليهما إضافة إلى جراحة الذقن، حسب تشخيص الطبيب، بعد معاينة المريض وإجراء صورة أشعّة Teleradiography Face-Profile وصورة للعضّة، وطبعاً بالتنسيق مع طبيب التقويم».
أمّا عن دواعي الخضوع لجراحة الفكّ الترميمية-التجميلية، فيشير خوري إلى أنّ «الأسباب الرئيسية نوعان، وهي ترميم وتجميل في آنٍ وواحد. إذ يكون المطلب تحسيناً وظائفيّاً Functional أي تحسين العضّة الخاطئة، أو تحسيناً تجميليّاً بحتاً لتغيير تقاسيم الوجه وجعلها أكثر تناسقاً بعضها مع بعض.
 من الممكن أيضاً إجراء جراحة للذقنChin Osteotomy للحصول على الـ Proportions المطلوبة. فبإستطاعة الجرّاح القيام بتقديم عظمة الذقن أو إرجاعها إلى الخلف أو إطالتها أو تقصيرها أو تجليسها في حال إعوجاجها. يتابع: «يتمّ تحريك الّذقن وتثبيته في مكانه الجديد المناسب ما يُتيح لنا التحكّم في كل الحركات التي نريد إجراءها للفك، عوض إستخدام الProsthesis التي تحدّ من قدرة التحريك».

الجراحة
يؤكّد الدكتور خوري أنّ "العملية الجراحية كانت صعبة للغاية وتحتاج إلى دخول غرفة العناية الفائقة، لكنها الآن أضحت أكثر واقعية، بفعل تطوّر الطبّ التجميليّ". وعن العمليّة بحدّ ذاتها، يفسّر أنّها "تقسم إلى شقّ تقويميّ عند طبيب التقويم، تتبعه العملية بحدّ ذاتها، وتليها فترة علاج تقويميّ مقتضبة أيضاً للحصول على النتيجة المتكاملة".
وفترة التعافي مقسومة أيضاً. ففي الأسبوع الأوّل يعاني المرء من إنزعاج، يتحسّن مع الوقت. وفي غضون اسبوعين الى ثلاثة أسابيع، يمكن العودة إلى العمل. وبعد نحو شهر ونصف، يعاود الإنسان الأكل والعضّ والمضغ بشكل طبيعيّ.
بالمختصر المفيد، يقول الدكتور خوري: «نحن نحرك  عظمة الفك ومن ثمّ نرمّمها كما نريد للحصول على النتيجة المطلوبة. وأحياناً، قد يتطلّب الأمر القيام بعملية تجميلية للذقن أو حتى الأنف أيضاً للحفاظ على الProportions في الوجه ككلّ».
تُجرى هذه العملية منذ إكتمال النموّ أي منذ سنّ السادسة عشرة ، بعد التأكد من إكتمال النمو عبر القيام بصورة لليد أو الرقبة.

مرحلة تقويم الفكين والأسنان
من جهتها تقول الدكتورة مهنّا: «يقتضي إختصاصنا تحضير الأسنان ورصفها بشكل سليم ومتناسق حتى يتمكّن الجرّاح التجميليّ من القيام بالعمليّة الترميميّة للفكين لتصحيح الحركة والعضّة. بعد التشخيص ومعاينة المريض، نبدأ بتقويم الأسنان بأشياء ثابتةBraces تحرّك الأسنان بتناسق في كلّ فكّ بغضّ النظر عن العضّة. نحن نصحّح كلّ الأسنان في كل من الفكّين على حدة، ثمّ يعمد الجرّاح إلى تصحيح العضّة وتنسيقها، لتتلاءم مع الضحكة وتكاوين الوجه".
يصير التشخيص على الصعيدين التقويميّ والترميميّ بالتنسيق للحصول على النتيجة الفضلى.

دواعي التقويم والجراحة
عادةً، يقصد المريض الطبيب في حالتين، عند المعاناة من منظر مزعج، أو عند عدم القدرة على المضغ الصحيح. تفسّر مهنّا: «قد يكون الأمر وراثة، كأن نرث الفكين من جهة الأب أو الأم، والأسنان من الجهة الأخرى مثلاً، كما قد يكون الأمر ناتجاً عن عدّة أسباب كطريقة التنفّس أو النموّ غير الصحيح لعظمة الفكّ عند الأطفال، بفعل إغلاق الفم بطرقة غير متوازية Asymmetrical».

فترة التقويم والعلاج
تشير الدكتورة مهنّا: «تمتدّ فترة العلاج بالتقويم إجمالاً من بين سنة وخمسة عشرة شهراً، للتحضير للجراحة الترميمية. وبعد إجراء العملية، نُريح المريض ما بين ثلاثة أسابيع وستّة. وبعدها نعاود التقويم التصحيحيّ المتبقّي ما بين شهرين وستة أشهر للقيام بالتصحيحات اللازمة. إذ إنّ الجرّاح يتّكل على الBraces أثناء العملية ليتمكّن من تحريك الحنك وتوجيهه كما يريد. وفي النهاية، لا بدّ من فكّها».
وفي بعض الحالات، إذا كانت صفّة الأسنان سليمة لكنّ الحنك غير متناسق شكلياً، تكون فترة التحضير في التقويم أقصر من التقويم الترميميّ.

نصائح مختصّة
تنصح الدكتورة مهنّا بضرورة إستشارة المختصين على جميع الأصعدة الطبّيّة قبل إتخاذ أيّ قرار بالتجميل، مهما كان، وعدم الإنجراف وراء كلام الجيران وصور المجلاّت والإعلانات. ومن جهته، يركّز الدكتور خوري على وجوب درس Proportions الوجه وتقاسيمه للحصول على التناسق التام.
وفي النهاية، الضحكة الجميلة تزيّن الوجه بكامله. إضحكوا تضحك لكم الدنيا!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق